“عهد الشيطان” رواية من أدب الخيال العلمي للكاتب مجدي محروس، من أحدث إصدرات اسكرايب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023

“عهد الشيطان” رواية من أدب الخيال العلمي للكاتب مجدي محروس، من أحدث إصدرات اسكرايب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.

ألقى الرئيسُ المصري نظرةً على هاتفِه الخاصِ، الذي انطلقَ رنينُه في تلك اللحظةِ، فوضعَ التقريرُ الذي بيده جانباً، وتناولَ الهاتفَ، واستمعَ عبرَه لحظاتٍ لمحدثِه، والذي لم يكنْ سوى الرئيس الأمريكي، وقالَ بعدَها:

– من فضلك يا سيادةَ الرئيس، هل من الممكنِ أن تهدأ قليلًا، وتخبرني ما الأمرُ؟

جاءَه صوتُ الرئيسِ الأمريكي عبرَ الهاتفِ، يقولُ في غضبٍ:

– لقد خدعتمونا يا سيادةَ الرئيسِ، أخبرتمونا أنَّ أمرَ اختراعِ الجهازِ المضادِ للسلاحِ النووي شائعة، ولكن ها هي جميعُ المواقع تؤكدُ عكسَ ذلك.

انعقدَ حاجبا الرئيسِ المصري، وقال في حذرٍ:

– السياسةُ لها تعقيداتُها يا سيادةَ الرئيس، وليس كلُّ ما يحدثُ يُقالُ أو يُنشر.

– ماذا يعني هذا الكلام؟! هل كنتم تتلاعبون بنا؟ هل اخترعتم هذا الجهازَ حقاً، ونحن لا نعلمُ؟

– ليس بالمعنى المفهوم يا سيادةَ الرئيس، ولكن الحقيقةَ أنَّ عالماً مصرياً حاولَ اختراعَ جهازٍ كهذا فعلًا و..

قاطعه الرئيسُ الأمريكي، قائلاً في ثورةٍ وغضبٍ شديدين:

– هل حاولَ أم اخترعَ يا سيادة الرئيس؟

ردَّ عليه الرئيسُ المصري قائلًا بغضبٍ مماثل:

– اخترعَ يا سيادةَ الرئيسِ، ولكننا واجهناه وحطمنا ذلك الجهازَ و..

مرةً أخرى يقاطعه الرئيسُ الأمريكي، قائلًا بحدةٍ:

– حطمتم الجهاز؟! أنا لا أصدقُ حرفاً واحداً مما تقولُ و..

غضبٌ هادرٌ حملَه صوتُ الرئيسِ المصري، وهو يقاطعه صارخاً:

– سيادة الرئيس ..لا تنسَ مع مَنْ تتحدث، وعليكَ أن تنتقيَ ألفاظكَ؛ فالرئيسُ المصريُّ لا يكذبُ قط.

– إذاً أنتَ تسعى لإحداثِ أزمةٍ بينَ البلدين يا سيادةَ الرئيس؟

– أنا لا أتعمَّدُ إحداثَ أزماتٍ، أنتم مَنْ تريدون ذلك، وهذه طريقتكم دائماً، ومن الواضحِ أن الدورَ قد جاءَ علينا في لعبتكم، ولكن اعلمْ يا سيادةَ الرئيسِ أننا لم نعدْ كما كنا في عصرِ القُطبِ الأوحدِ و..

قاطعه الرئيسُ الأمريكي قائلًا بذهولٍ:

– ماذا تعني بكلامك هذا يا سيادةَ الرئيس؟

ردَّ عليه الرئيسُ المصري، قائلا بصوتٍ أكثرَ حسماً:

– أعني ما أعنيه، ولكن ما يجبُ أن تعلمه جيداً أنَّ المصريين لا يكذبون قط.

هدأتْ نبرةُ الرئيسِ الأمريكي عقبَ ثورةِ الرئيسِ المصري، وقال متصنعاً الهدوءَ:

– حسناً يا سيادةَ الرئيسِ، ولكن هل لكَ أن تخبرني أين ذلك العالم المصري الآنَ؟

– ما زال هارباً يا سيادةَ الرئيسِ، ونحن نحاولُ القبضَ عليه؛ حتى لا يفكرُ في اختراعِ ذلك الجهازِ ثانيةً.

صمتٌ طويلٌ سيطرَ على الرئيسِ الأمريكي عقبَ عبارةِ الرئيسِ المصري، ثم هتف قائلًا في هدوءٍ ساخرٍ، وكأنَّه يُحدِّثُ نفسَه:

– ما زال هارباً، وأنتم تحاولون القبضَ عليه، وقد لا تفلحون.

عادت نبرةُ الغضبِ مرةً أخرى، لصوتِ الرئيسِ المصري، وهو يقولُ:

– ماذا تعني يا سيادةَ الرئيس؟ هل عدتَ لسخريتِكَ ثانيةً؟

– لا.. لا يا سيادةَ الرئيس، ولكنني أفكرُ في أن أرسلَ لكم مَنْ يساعدكم في القبضِ على ذلك العالِم و..