مراجعة أدبية لرواية فارس سوق النخاسة للكاتب مجدي محروس | اسكرايب

مراجعة جديدة من الجزائر لرواية “فارس سوق النخاسة” للكاتب مجدي محروس

لست أقول سوى رأيي المتواضع والذي يحتمل الف خطأ كما يحتمل الصواب.بدءا بعنوان الرواية”فارس سوق النخاسة” جذاب جدا كلؤلؤة تلمع في عمق نهر صاف، كنت أخال نفسي سوف أقوم بجولة شيقة في أحياء العصر العباسي أو الأموي من خلال أحداث الرواية ، فالعنوان أوحى لي بذلك ، لأتفاجأ بكوني لا زلت على مركبة الألفية الثالثة ، فأحداث الرواية وشخصياتها من صلب عصرنا هذا، وإنني لمعجبة بهذا النوع من الخدع الأدبية التي تجعل القارئ يشعر بنشوة عقلية بديعة.
أحب أن أقرأ للكاتب كون كتاباته سهلة مستصاغة لن تأخذ من وقتك سوى بضع سويعات لتمتع نفسك بقراءتها! نعم ذلك صحيح صدق أو ارفع شعرك للخلف!
وإن كنت تشعر بالرعب وأنت ترى عدد صفحات الرواية التي قد تفوق او تقترب من الثلاثمائة صفحة، وانا التي احببت كتابات دوستويوفيسكي لكن قلما انهيت له كتابا لغته المستعصية دوما تجعلني اهرب منه الى غيره رغم انني معجبة به وبغيره كمكسيك غوركي اغرمت بكتابيه طفولتي وكيف تعلمت الكتابة ومع ذلك جعلت منهما تحفة تكسوها الاغبرة في ملفات هاتفي مجرد محاولة قراءتها تلزمك بأن تعتصر تركيزك وطاقتك. في حين كتابات الاستاذ مجدي لا تشعرك بالاستعصاء أو التخمة أبدا بل تجد نفسك تحدث نفسها:”هل من مزيد؟ هل من مزيد؟
لغة سهلة ومفهومة وإن كنت أحبذ لو أتحفنا الكاتب بشيئ من رصيده الأدبي الزاخر من صور بيانية ومحسنات بديعية، نستفيد منها في تطوير أسلوبنا الأدبي الفتي، فلغتنا العربية لغة لها مكانتها فهي ما كانت يوما لغة للجرائد ! إنها أسمى من ذلك.دون ان انسى ان اشير الى انني قد اكتسبت مفردات عربية جديدة لم يسبق لي ان صادفتها قبلا وتلك نقطة اخرى تحتسب لصالح المؤلف، إضافة إلى التدقيق اللغوي الممتاز.
دوما للكاتب لمسته الجميلة والتي يستحق ألف شكر عليها في الإشارة الى الاهتمام بعلاقاتنا مع بعض ، احترامها تقدسيها وليس رميها في القبو كأي قطعة خردة أخرى قد تم إستهلاكها للرمق الاخير:الاهتمام بالآباء في شيخوختهم وبرهم كما اهتموا بنا وتحملوا كل قرفنا ونحن صغار.كلمة لطيفة منك لهم او مكالمة تلفون او لمسة على تجاعيدهم قد تعيدهم الى الشباب ثانية، اهتمام الآباء خاصة الشباب باولادهم وتحمل الزوجين لبعضهما لصالح الصغار وتقديم التنازلات ففي النهاية لا احد سوف يحصل على الحياة المثالية التي رسمها في مخيلته الخصبة، فالخيال لو كان قابلا للتحقق ما كانت صفة الخيالية لتتلتصق به وتلازمه كملازمة الظل لصاحبه، وهو ما راح ضحيته الشاب اليافع شادي بعد أن انفصلا والداه.حبكة جيدة قوية لا تناقض فيها مهما كان بسيطا ، أحداثها مترابطة، جيدة الصياغة ، الاسماء التي اختارها الكاتب اكثر من رائعة وكانك تنظر الشخصيات بام عينك:كرشة،دبانة،الجن الأعور عرفة الضبع….وان كانت بعضها نمطية كفاتن منال اسماء التصقت بالمصريات، وبخاصة اسم البطل فارس وكانك منذ البداية تحرق الاحداث بان هذه الشخصية دورها ليس منوطا الا بفعل الخير والذود عن الفضيلة،وذلك يدفعك لأن تتوقع كل تصرفاته المرهونة بكل صلاح.موضوع الإخوان والجماعات الاسلامية موضوع نمطي طالما تعرضت له السنيما والدراما المصرية، لكن الكاتب أضاف له شيئا جديدا عندما ربطه بمجموعة من المتسولين والمتشردين وجعلهم على علاقة مباشرة بحي معين وبقهوة الحاج توفيق، وذلك ما دفع الى عدم الملل من كذا موضوع، وما جعلته لا يكتسي طابعا سياسيا محضا فهو مزيج (موضوع اجتماعي سياسي)ذكرني الى حد ما بكتابات نجيب محفوظ وان كان نجيب يضفي عليها الطابع السياسي اكثر من الاجتماعي.وهو موضوع يعتبر بوابة لفتح الوعي على مصراعيه حتى لا يضيع كثير من الشباب اليافع المندفع، منقوص الخبرة الحياتية والثقافة الدينية حتى لا يقعوا فيما لا يحمد عقباه.كم وددت لو يمعن الكاتب في وصف ملامح الشخصيات وجوههم انوفهم عيونهم اجسادهم اصواتهم شعورهم…..وخصوصا ملابسهم فذلك يزيد القارئ متعتة وتشويقا وكأن تلك الشخصيات حقيقة وليست محض خيال ، وقد رجحت الراي كون المؤلف رجل فالمراة دوما هي من تدقق في تلك التفاصيل. أبدع الكاتب في عرض شخصيات من المجتمع الشرقي على وجه على قيد أنملة من حقيقتها على أرض الواقع، إذ أغلبها يستسلم لنزعة الغضب السريع والنرفزة فقد رأينا منال وهي تسلم روحها لشيطان غضبها على صاحب المحل والتاجر وبعد ان ترديهما تقذف بنفسها في النيل، وهو ما عكسته سحابات الدخان المنطلقة من أفواه أغلب الشخصيات حتى النساء علهم ينفسون بها عن عاصفة غضبهم، ربما هي إشارة مقصودة من المؤلف ليلفت انتباه الناس اليها والى عواقبها غير المحمودة حتى يحاولوا السيطرة على لجامها فالغضب دوما ما يؤدي للهلاك. في النهاية لا يسعني إلا أن أرفع القبعة للكاتب فأن تحول أفكارك إلى حروف ناطقة منسجمة ومتناسقة فذلك أمر شاق شاق جدا لن يحسه إلا من سبر أغواره.

كتبتها: سكينة سنوساوي

فارس سوق النخاسة
رواية، للكاتب مجدي محروس
من إصدارات اسكرايب للنشر والتوزيع
للطلب في مصر وجميع دول العالم:
عبر الرسائل: ⁦‪m.me/Scribe2019‬⁩
‏عبر واتساب: ‪wa.me/201140714600
هاتفيا: +201140714600
——————————————–
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك 📚
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2023
#ريڤيوهات_اسكرايب
#قراءة #اقتباس #اقتباسات #تصوير #تفاعل
#أصدقاء_الكتب #كتاب_أنصح_به #روايات_وكتب #كتب #القراءة_حياة #كتاب_من_مكتبتي #كتاب_قيم
#أمة_اقرأ_تقرأ #قراءة_في_كتاب #قراءات #إذا_أعجبك_سيعجبك #bookphotography

نُشر بواسطة اسكرايب للنشر والتوزيع

دار اسكرايب للنشر والتوزيع، دار نشر مصرية، عضو اتحاد الناشرين المصريين، ‏تمتلك اسكرايب خطة نشر ومشاركات في المعارض الدولية والمحلية ترضي الكاتب ‏العربي. تهتم اسكرايب بالترجمات والأدب العالمي، والمحتوى الذي يساعد على تنمية ‏مهارات وقدرات الشباب العربي، من علوم ودراسات متنوعة‎.‎ وقد وصلت المجموعة القصصية "كأنه هو"، للكاتب البحريني "هشام النهَّام"، الصادرة ‏عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة ‏بالكويت عام 2023‏

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ