سورين »» رواية للكاتب عبد الباقي يوسف| اسكرايب

في تلك اللحظات تسرّب إليها تخمين بأن تلك الزائرة تسببت في ذلك.

نحو عشر سنوات مضت عليها وهي تعمل سكرتيرة له حتى ترسخ لديها اعتقاد بأن السكرتيرة الماهرة يمكنها أن تتعرف على شخصية رئيسها أكثر من زوجته في الكثير من الجوانب، تتعرف على نقاط ضعفه، ونقاط قوته، تستكشف ملامح شخصيته، تتعرف على نمط مزاجه، تدرك العبارات التي تسره، والعبارات التي تغيظه، الأشخاص الذين يرتاح إليهم، والأشخاص الذين لايجد معهم راحة، وبلغت بها قناعة أنه في كثير من المواقف يبوح لسكرتيرته بما لايبوحه لزوجته.

يتيح لها عملها برفقته أن تراه في مواقف وحالات مختلفة ومتناقضة بما يمكنها أن تضع يدها على الحالة الشديدة الخصوصية لمزاجه العام، وتتحول شخصيته بالنسبة إليها إلى كتاب يمكن لها أن تقرأ ما تشاء فيه، لذلك كادت تجزم بأن تلك الزائرة تقف خلف ما بدر عليه من اضطراب حتى أنه لم يستطع أن يثبت في مكتبه إلى نهاية الدوام، بل لم يتمكن من مراجعة مواضيع الغد وهو الذي يصرّ بما أمكنه كي يراجع بنفسه هذه المواضيع قبل دفعها إلى المطبعة.

لم تكن تعلم أن ساعة مضت على شرودها دون أن تفعل شيئًا بالنسبة للعمل الموكل إليها لولا أن الموظف الذي سيأخذ المواضيع إلى المطبعة طرق عليها الباب، وطلب ذلك.

حينئذ أبلغته أن يعود بعد ساعة أخرى، وهي بنفسها سوف تقوم بمراجعة المواضيع بتوجيه من رئيس التحرير.

غاب الرجل نحو ساعة، ثم عاد متناولًا الإضبارة، في حين انصرفت هندرين إلى البيت متأخرة نحو ساعة ونصف عن موعد عودتها.

سورين
رواية للكاتب السوري عبد الباقي يوسف

من إصدارات اسكرايب للنشر والتوزيع

للطلب في مصر وجميع دول العالم:

عبر الرسائل: ⁦‪m.me/Scribe2019‬⁩

‏عبر واتساب: ‪wa.me/201140714600

هاتفيا: +201140714600

——————————————–

#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك