مقطع من رواية “جريمة إلا ربع” للكاتب شريف بحيري

زارني توفيق الشيمي في منزلي في وقت غير متوقع، ودون وعد بيننا أو اتفاق سابق، لا أتذكر لماذا كنت في منزلي في هذا اليوم، ولم أكن أتجول في الشوارع لقتل الوقت كما اعتدت، ربما كنت مرهقًا من الأسبوع السابق، كان أسبوعًا مملوءًا بالاجتماعات والمقابلات مع مندوبين لشركات مقاولات مختلفة الأنشطة تعرض خدماتها وتوضح مدى خبرتها في السوق المصري، بخلاف المقابلات مع العاملين المنضمين الجدد لشركتنا، فكان يجب أن أحضر بنفسي المقابلة الشخصية لهم وتقييم مدى ملاءمتهم لظروف عملنا وللخطة الجديدة، كان معي فريق عمل أثق به لكني كنت قلقًا جدًا من حدوث أي أخطاء أو اختيار أشخاص غير مناسبين، فأثرت الإشراف على كل الخطوات مهما كانت صغيرة ويمكن أن يؤديها أحد المساعدين، مارست حقي في قضاء الليل وحدي أبحث عن مكان لتناول طعامي، فلم أملك الوقت الكافي للذهاب للمنزل وإعداد أكلات ساخنة بالمنزل، إنها إحدى ضرائب الوحدة.
فتحت الباب وكانت جارتي ندى تنزل درجات السلم ويتابعها توفيق بكل تركيز، بصوت فيه تحذير لم يتعد الهمس الغاضب أمرته بسرعة بالدخول إلى شقتي، حذرته من نظراته الشهوانية إلى جارتي أو أي جار لي بالعمارة، فابتسم وبنظرة الخبير بالشئون النسائية اقترب مني وهمس: “لعلك تحبها”، كأنه نبهني لوجود سيدة تسكن بجواري يمكن أن تستجيب لنداء الحب، لم أفكر فيها قط، لم تتعد علاقتنا سوى تبادل التحية في أثناء صعود السلم أو نزول درجاته حين يصاب مصعد العمارة بالعطل المتكرر كثيرًا، أتذكر أن أطول وقت قضيته معها حينما حضر محصل شركة المياه وهدد السكان بقطع المياه في حالة عدم دفع الفاتورة الشهرية، كانت قيمتها المالية كبيرة جدًا، وأبدت جارتي ندى غضبها من رد فعل الجيران، وقصت عليَّ ما رأته منهم، أحد الجيران تحجج بأنه لم يمكث بالشقة سوى عشرة أيام وباقي الشهر كان في مدينة أخرى، الآخر حاول التهرب بأنه متزوج حديثًا، ولا يوجد أحد سوى هو وزوجته فقط، فلم يستخدم المياه بهذه التكلفة المرتفعة، أخفيت ابتسامة حاولت ترتسم على شفتي، والآخر قال إن أولاده كبروا، وغيره ما زال أطفاله صغارًا يستخدمون غسالة الملابس أكثر من مرة باليوم فاستهلاكهم ضعف استهلاكه على الأقل، وأكملت جارتي حديثها بنفس عصبيتها وانفعالها رافضةً كل الحجج المسموعة من الجيران وترفض التسليم لهم بعدم دفع قيمة الفاتورة، وأصرت على أن يتم تقسيم المبلغ المطلوب بالتساوي على كل الشقق، التفتت إليَّ وبكل ما تحمله داخلها من غضب طلبت مني نصيبي في قيمة فاتورة المياه، تبعتها بكلمات تعبر بها عن مدى إرهاقها وتزمرها من الجيران الذين يرغبون في استخدام المياه ولا يدفعون ما عليهم من أموال، لم تجد مستجيبًا لندائها سواي، فأثرت عدم النقاش والدفع فورًا، إنه الحل المتاح في مثل هذه المواقف، التوقف عن النقاش الذي لا يفيد ثم البحث في جيب بنطالي عن بعض المال، وأعطيته لها مع بعض كلمات التشجيع والدعم في حالة وجود اجتماع لمجلس اتحاد العمارة لمناقشة هذا الموضوع الهام. تركتني بعد أن تأكدت أن هناك من الجيران من يستطيع أن يساعدها في تجاوز هذه الأزمة الكبيرة، كنت أتعجب لماذا تحملت هي إدارة اتحاد مُلاك العمارة، لم أصل لنتيجة تُرضي تساؤلاتي.

جريمة إلا ربع
رواية، للكاتب شريف بحيري
من إصدارات اسكرايب للنشر والتوزيع
للطلب في مصر وجميع دول العالم:
عبر الرسائل: ⁦‪m.me/Scribe2019‬⁩
‏عبر واتساب: ‪wa.me/201140714600
هاتفيا: +201140714600
——————————————–
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك 📚
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2023
#قراءة #اقتباس #اقتباسات #تصوير #تفاعل
#أصدقاء_الكتب #كتاب_أنصح_به #روايات_وكتب #كتب #القراءة_حياة #كتاب_من_مكتبتي #كتاب_قيم
#أمة_اقرأ_تقرأ #قراءة_في_كتاب #قراءات #إذا_أعجبك_سيعجبك

نُشر بواسطة اسكرايب للنشر والتوزيع

دار اسكرايب للنشر والتوزيع، دار نشر مصرية، عضو اتحاد الناشرين المصريين، ‏تمتلك اسكرايب خطة نشر ومشاركات في المعارض الدولية والمحلية ترضي الكاتب ‏العربي. تهتم اسكرايب بالترجمات والأدب العالمي، والمحتوى الذي يساعد على تنمية ‏مهارات وقدرات الشباب العربي، من علوم ودراسات متنوعة‎.‎ وقد وصلت المجموعة القصصية "كأنه هو"، للكاتب البحريني "هشام النهَّام"، الصادرة ‏عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة ‏بالكويت عام 2023‏

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ