لن أحكى مرة أخرى عن الأرانب..
كان آخر ما كتبته منذ شهرين تلك القصة التي وجدتها طريفة حينها،
ودونتها عن الأرنب ذلك الذى دمر حياة أسرتين، وستجد قصته مدونة ضمن هذا الكتاب
ويالا العجب فى اليوم اللاحق لانتهائي من تدوينها، فوجئت بمتتالية
من الأحداث الغريبة لم تنتهِ حتى تلك اللحظة التي أخط فيها هذه الأحرف؛ فأنا الآن طريحة الفراش، أعانى من انتكاسة أو من تجدد أعراض كورونا
فى الجهاز الهضمي، علمت بإصابتي بها منذ فترة، وذهبت أعراضها سريعا لتعود أكثر شراسة.. ولم أكن أدرى شيئا عن تلك المتاهة وهذا الكم
من المشاكل والمنغصات المتعاقبة التي ستغرقني شهرين كاملين بلا انقطاع.. بعد انتهائي من قصة ذلك الأرنب سيء السمعة، والتي فور أن ظننت قرب انتهائها، وبعد العصر والجو معتدل، وأنا أيضا بمزاج معتدل نسبيا تفحصت ثلاجتي فوجدتها خاوية لا تحتوى إلا على أطلال وبقايا تشهد على وجود سابق للطعام.. قررت ان أذهب للتسوق والاستمتاع بذلك كهدنة صغيرة
مما مرَّ بي من أحداث.. وقفت أمام ثلاجة الخضروات بالسوبر ماركت
والتي أشعرتني بالبهجة من تعدد ألوانها ونضارة محتوياتها، وأنا أقلب بصرى وأعدد ما أريد منها، وأخطو خطوة لألتقط بعض ثمرات من البرتقال فجأة توقفت يدى عن إكمال رحلتها، كنت أتجمد من البرودة، حاولت تبين أسبابها، ووضع ما يمكن أن يكون من افتراضات، ربما كان الجو يميل للبرودة، أو ربما كانت آلات التبريد هنا أعلى من اللازم، أو ربما أريد
أن أحصل على قدر من النوم أو المزيد من الملابس..
تلاحقت الأفكار على رأسي، وأنا أحاول تبرير ما يحدث، واستمرت البرودة تتصاعد فى جسدي الذى بدأ فى الارتعاش، وشعرت بارتفاع جانبي الأيمن وانتفاخه مع ألم حاد كأحد أفلام الرعب.. لم أعلم أن أعراض ما أشعر به ظاهر للعيان إلا حين سألتني عاملة السوبر ماركت: أجيب لحضرتك كرسي؟
كرسي! هل تقرأ أفكاري؟
أجبتها بابتسامة مندهشة: هو الجو بيبرد؟ ولا أنا بس اللي حاسة بكدا؟
-لا يا فندم الجو طبيعي بس.. لون حضرتك بيزرق وإنتي واقفة، وبتترعشي!
أدركت أنه ثمة خطب ما بعيدا عن تلك المكابرة التي اعتدت أن أعامل جسدي بها وإجباره أن يتحمل المزيد من الضغوط، وعليه أن يتكيف معها بشكل ما، ويخرج منها أكثر مرونة.
اسكرايب للنشر والتوزيع "الموقع الرسمي" 