لم يشأ أن يتعجل علي في تكوين الجماعة الليبرالية الحرة، فطلب من المستشفى شهرا؛ كي يزور أمريكا التي أنهى فيها درجة الماجستير، كان متحمسا للاطلاع على الدستور الأمريكي، واجتمع مع بعض السياسيين والاقتصاديين الذين شرحوا له طريقة تنفيذ المخطط الرأسمالي بدقة؛ حتى لا ينفر منه أتباعه، ثم زار إحدى الإدارات الرسمية التي وعدته بدعمهم ماديا، بشرط الترويج لها للدخول في السوق البحريني دون اعتراض، وأن تزرع لها قواعد عسكرية تضمن امتداها في المنطقة، وأن يعدونها بالعمل على نشر الحريات ومراعاة حقوق الإنسان، وأن يدرسوا بجد تطوير المناهج الدراسية لتعليم قيم الديموقراطية وزرعها في عقول الشباب؛ كي ينشأ جيل متقدم قادر على إدارة بلده بالشكل الأنسب وفق أحدث نظريات الحكم الديمقراطي، التي تراعي الغالبية وتوزيع الدوائر الانتخابية، كانت دورة مكثفة عاد بعدها البحرين، اجتمع مع عادل المنامي، وقد نجح التيار في ضمه أعداد كبيرة من الشباب العامل، وذلك بعد أن بشرهم بمكافأة مالية مجزية كان قد تلقاها من إحدى السيناتورات، اللاتي أبدين استعدادهن لدعم أي تطور وتجديد مقابل دخولهم السوق المحلي، بعد السعي الحثيث لتحويله سوق حر منفتح على جميع الأسواق العالمية، وتنشيط البورصة، وفتح مكاتب العقارات، وتنشيط رأس المال بفتح بنوك ربوية تقدم قروضا كبيرة تساهم في تحريك السوق، ودفع عجلة التقدم، وقضاء حاجات المواطنين الأساسية بالحصول على السكن الاجتماعي المناسب، وفتح مشاريع صغيرة قادرة على منافسة الأعمال الكبيرة، وفتح بعض المصانع، بعد صقل الأيدي العاملة المدربة، وفتح منطقة تجارة حرة معفية من الضرائب، على غرار دبي، وبعض دول العالم المتقدم، كان الحزب الديمقراطي يتشكل ويغري المواطنين بعدم التردد بالانضمام إليه، لما سيكون له من انعكاس كبير على حياتهم القادمة، ووعدهم بتحقيق استقرار مهني، وتوفير العملات الصعبة وإشعال تنافس كبير بين المستثمرين. كان علي رمضان صاحب رؤية ثاقبة، وكان ساعده الأيمن عادل المنامي متخصص في دراسة الاقتصاد السياسي، فسهل عليه المهمة.
اسكرايب للنشر والتوزيع "الموقع الرسمي" 