مقطع من كتاب “مؤثرون حول العالم”، للكاتب حسن العربي

“صالح الراجحي” هو صاحب إمبراطورية في عالم المال والأعمال، واستطاع أنْ يُؤسِّس أوَّل مصارف إسلاميَّة في السعودية.

عاش طفولتُهُ حَمَّالًا في أسواق “الرياض”؛ مِنْ أجل الحصول علي إيجار البيت، والذي كانتْ تعيش فيه عائلته.

ذات يومٍ دخل على أمه، فوجدها تبكي؛ لأنَّهم سيُطردون مِنْ بيتهم، ما لم يُسدِّدوا الإيجار، فخرج إلى السوق، ورهن لعبتَهُ المُفضَّلَة، واشترى “الزنابيل”، وذهب؛ ليحمل في السوق، وهو في الثالثة عشرة مِنْ عمره مقابل ريال واحد، ولم يعد إلا، ومعه قيمة إيجار البيت، كما عمل ببيعِ الحطب هو وإخوته.

كان المَلِكُ “عبد العزيز” – رحمه الله- مِنْ رأفتِهِ بشعبه ورحمته دائمًا يحملُ معه صررًا مِن النقود، وإذا مرَّ على شيخ كبير أو عاجز رمى عليه واحدة، فمرَّ على “صالح الراجحي”، ورمى المَلِكُ عليه صُرَّةً مِن النقودِ، وما التفت لها، قالوا له:

“المَلِكُ الإمام رمى عليك صُرَّةً مِن النقود”.

قال”صالح”:

“رأيتُها ما لي بها”.

قالوا له:

“لماذا؟”.

قال:

“أبغي أريد الذي رزقه يرزقني”.

قال المَلِكُ “عبدالعزيز”:

“هذا سيكون له شأن وصدق”.

عندما بلغ عامه السادس عشر ذهب إلى “الرياض”؛ ليتدرَّب عند أقرباء له على أعمال الصرافة، ثُمَّ بسط بسطته أمام الجامع الكبير في “الرياض”، وبدأ العمل بالصرافة؛ فرزقَهُ اللهُ، وأشرك إخوته في العمل، وعندما كبرتْ تجارتُهُ اشترى صندوقًا يضع فيه العملات بدل البسطة ثُمَّ تحوَّل الصندوق إلى دكان، وقد تعرَّض إلى كبواتٍ خلال رحلته الطويلة في عام التجارة والصرافة، إلى أنْ أسَّس شركة “الراجحي المصرفية”.

تميَّز الشيخ “صالح” بسرعة عَدِّ النقود، وإجراء العمليات الحسابية بقدرة ذاتية فائقة مِنْ دون الاعتماد على آلة حاسبة، وكان لنشأته دور كبير في تشكيل شخصيته؛ حيثُ ساهم والداهُ، وحرصه الشخصي على طلب العِلْمِ، وقُربه مِنْ علماء عصره في إشادة المُحتاجِينَ والمعوزِينَ على وقته، وماله، وأعماله، ولم ينقطع طيلة مراحل حياته عن مجالس العِلْمِ، والجلوس إلي علماء الدِّين.

في كُلٍّ مِن المجالات تجد له باعًا كبيرًا متنوعًا، سواء كان في التجارة، أو الصناعة، أو الصرافة، أو العلوم، وعُرِفَ عنه، أنَّهُ إذا اشترى نقدًا دفع، ولا يُؤجِّل، ولا يماطل، ولا ينتظر، وكان يبيعُ، ولا يُغيِّر كلمتَهُ، وهذه كانتْ مِن السمات التي أورثتْهُ محبة عند جميع المُتعاملِينَ معه.

نُشر بواسطة اسكرايب للنشر والتوزيع

دار اسكرايب للنشر والتوزيع، دار نشر مصرية، عضو اتحاد الناشرين المصريين، ‏تمتلك اسكرايب خطة نشر ومشاركات في المعارض الدولية والمحلية ترضي الكاتب ‏العربي. تهتم اسكرايب بالترجمات والأدب العالمي، والمحتوى الذي يساعد على تنمية ‏مهارات وقدرات الشباب العربي، من علوم ودراسات متنوعة‎.‎ وقد وصلت المجموعة القصصية "كأنه هو"، للكاتب البحريني "هشام النهَّام"، الصادرة ‏عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة ‏بالكويت عام 2023‏

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ