كتب رحو شرقي:
كانت ليلة دعجاء من ليالي كانون الثاني، خلت شوارعها من حركتها المعهودة.
حتى عاد خد أرضها كالمرآة من شدة الصقيع .
بقيت إحدى زوايا الحي تحترز قليلا من الدفء، جمعت بين كلب وقط!.
ظلا يتقاسمان الرغيف والمكان، كما يتقاسمان المحبة والوئام بنشوة زهوٍ، تُذهب حشرجة البؤس من صدورهما …فلا يحلو المكان إلا باستئناس بعضهما البعض.
غير أن المارة من أهل الحي، الذي كان يشوقهم أكثر مما يشوقهم!
استغراب هذه المحبة القائمة بين الكلب والقط، وهم على ثقةٍ أنه حب مستحيل.
راح البعض منهم يردد في نفسه:
” ما أعظم هذا الحب!
والبعض الآخر يبحث عن سر هذه العلاقة الغريبة القائمة؛ تلك التي أفتقدوا وجودها بينهم.
“حين اكتشفوا السبب؛ بَطُل العجب”
كان الكلب والقط يشوبهما عيب!
“أصمان لا يسمعان!”
ومنذ ذلك الوقت علموا أن الصداقة ظلت مشوهة، لأن أفواهنا امتلأت بعيوب الآخرين.