“وباء كورونا .. داء لم يكشف له دواء” .. بقلم: عبد الحكيم أبي القاسم

كتب عبد الحكيم أبي القاسم:


بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ففي واقعنا المعاصر كثير من الأحداث التي يندى لها الجبين خجلا، وتضيق بها صدور الذين لهم مسحة من أخلاق وقيم، حيث تحملت البشرية في العقود الماضية من المعاناة والألم.

إن انتشار كثير من التنبوءات، ثم تسخيف من ادعى أو يدعي معرفة الغيب، أو القدرة على الخلاص من المرض دون تداخل طبي علمي، والانفتاح على تغير العدد من المفاهيم والمعتقدات، أو على الأقل تعديلها، فرجال الدين وقفوا عاجزين عن فعل أي شيء، وبعض الساهرين على شؤون الدين آثروا صحة مواطنيهم على تقاليد وأعراف دينية راسخة، بل هم نسفوها نسفا، وما إغلاق المساجد الدينية والمحلات التجارية إلا دليل على ذلك…

إذا غضب الله سبحانه وتعالى عم غضبه الصالح والطالح، وما نراه اليوم من انتشار جائحة كورونا المستجد ما هو إلا انظار من الحق سبحانه وتعالى لعباده لعلهم يتضرعون إليه وينيبون، وهذا ماطرح العديد من التساؤلات ترتبت عنها إغلاق بيوت الله، ووقوف الاقتصاد، وكثرة الوفيات، وزيادة في حالة الاصابات بهذا الفيروس الخطير، ومما يؤدي القول إن سبب إغلاق المساجد إلا للضرورة المحتمة، لأن حفظ الصحة أولى من حفظ الدين، لاشك أن المصائب التي تنزل بؤمتنا قد جعلها الله سبحانه وتعالى بحكم كثيرة قد تكون المصيبة بسبب الابتلاء ولأجل الامتحان، وقد تكون المصيبة لأجل رفع الدرجات، وقد تكون المصيبة لأجل تكفير السيئات، وقد تكون المصيبة لأجل العذاب ولأجل العقاب، لحكم لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، وكما جاء على لسان العديد من الأساتذة ومن ضمنهم الأستاذ حسن أبو أويس: ” فمن ناحية الجزم لا نستطيع أن نجزم أن هذه المصيبة الفلانية “كورونا” أو أن هذا الوباء الفلاني كوفيد 19 هو عقاب من الله أو عذاب من الله سبحانه وتعالى،….”

قد نتحدث عن الأمر بصفة عامة هل هو عقاب فعلا من الله؟ هل هو غضب من الحق سبحانه؟ هذا لا إحراج فيه وأن هذا بسبب تقصيرنا و بسبب تفريطنا في حق الله سبحانه وتعالى هذا أمر لا حرج فيه كما يشير الكثير من الدعاة والوعاظ والمشايخ والعلماء والأطباء والأدباء والمفكرين أنه علينا أن نتوب إلى الله وأن نستغفر الله سبحانه، هذا أمر حسن وهذا أمر محمود ولاحرج فيه، نحن البشر نتحدث هل نجزم مثلا هذا الوباء بالضبط مثلا وباء كورونا هل هو عقاب؟ هل هو عذاب؟ من الله سبحانه وتعالى، إن الأمراض التي مرت بهذه الأمة مثلا كالإنفوانزا الخنازير، والكوليرا والكثير من الأمراض عفانا الله وإياكم .

هل هي عذاب من الله؟ تكون الأمراض لأجل عذاب ولأجل عقاب، قد تكون الأمراض لأجل رفع الدرجات كما أسلفت وقد تكون للإبتلاء وللإمتحان فلا يجزم بشيء معين، وقد يكون المرض نفسه، أو المصيبة نفسها قد تكون على أقوام لأجل التهديب، وليس لأجل التعذيب، قد تكون على أقوام لرفع الدرجات وتكفيرا السيئات وقد تكون لأقوام ابتلاءات وإمتحانات إلى غير ذلك من أمور، لذلك دائما الإنسان في مثل هذه الحالات يتهم نفسه ويراجع نفسه بسبب تقصيره وتفريطه في حق الله سبحانه وتعالى، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا حز به أمر تضرع إلى الصلاة وإذا كسفت الشمس في عهده صل الله عليه وسلم يصفر وجهه من شدة ما يراه، وكان الرسول صل الله عليه وسلم حتى إذا رأى السماء قد إسودت كان يرى الكراهية في وجهه، وقالت أمنا عائشة رضي الله عنها، إذا تغير لون السماء كانت عائشة رضي الله عنها ترى الكراهية في وجه النبي صل لله عليه وسلم، فكان يقول عليه الصلاة والسلام ما يؤمنني قد يكون عذاب من الله سبحانه وتعالى، وكما قال صل الله عليه وسلم الإنسان دائما يتهم نفسه بتقصير ويخشى عذاب الله سبحانه وتعالى ويخشى عقاب الله تعالى ويلتجئ في هذه المحن وفي مثل هذه المصائب….إلخ

ما سبب العنف الحجري؟ ومما يرن في مخيلاتنا أن الحجر الصحي ترتبت عليه مخاطر مختلفة حتى قضايا اجتماعية كانت تحت الرماد، وأبرزها ظاهرة العنف الأسري التي توقف عندها الأمن العام والبرامج التواصلية، ” العنف الحجري” كما أن الدولة حتمت على المواطنين الالتزام بواجبات صارمة، لذلك يتطلبه عليها بتلبية حقوقه.
وبخصوص شرعة حقوق الإنسان واحترام حريته، وقع التضحية بها دون احتجاج يذكر، لأن قيمة الحياة أعلى من تلك القيم، فنحن نرنو للعيش أولا تم لترسيخ حقوقنا الآخرى.
وقد أرضى الناس الانحباس في منازلهم رغم قساوته وكدره، لأن في ذلك سلامتهم كما تقول كل نصائح الأطباء.

ومن عرف العارفين جرى الحجر الصحي مخاطر متنوعة على اقتصادات الدول الغنية والفقراء على حد سواء، ويحز في نفسيتنا تساؤلات عدة إلى أي حد سيطول هذا الحجر الصحي؟ وهل الحجر الصحي سبب نفي الفقراء؟ وسيفسر الحجر الطويل عن ازدياد عدد الفقراء في العالم بيوم بعد يوم، بمعنى أن عمل يومه أكل قوت يومه….إلخ.
وعلى الصعيد الصحي قد يؤول الأمر إلى تغيرات كبيرة في هذا القطاع، في طول الحجر الصحي لما يحملها من أخطار واحتمالات، وخاصة إن إمتدت إلى الجينات المتصلة ببني الإنسان …إلخ.

وهل التعليم عن بعد ظاهرة صحية أم ظاهرة مرضية؟
ربما أوحى التعلم عن بعد في هذه الأزمة للقيمين على شؤون التربية بتوسيع هذه التجربة وتخفيف اكتظاض الصفوف وتكاليف بناء المدارس واختزال جهود الأهل والطلبة في توصيل أبنائهم إلى مدارسهم…..(ظاهرة مرضية).
ونأمل أن يكون موقفنا غيض من فيض، عن هذا النوع من البحوث لعله يجد أذانا صاغية في إيجاد حلول أو على الأقل طرق فحص الناس دون حضورهم إلى المخابر والمشافي، وهذا يوفر أيضا جهدا ومالا..وإذا كان حقا أن فيروس كورونا أو ما يصطلح عليه بكوفيد 19 قد نجم عن محاولة العبث بالهندسة الوراثية لفيروس مختلف، وياترى هل هذه الجائحة تبقى حبيسة ذاتها أم تتولد عنها جائحات أخرى؟.

إبداعات عائلة اسكرايب

نُشر بواسطة اسكرايب للنشر والتوزيع

دار اسكرايب للنشر والتوزيع، دار نشر مصرية، عضو اتحاد الناشرين المصريين، ‏تمتلك اسكرايب خطة نشر ومشاركات في المعارض الدولية والمحلية ترضي الكاتب ‏العربي. تهتم اسكرايب بالترجمات والأدب العالمي، والمحتوى الذي يساعد على تنمية ‏مهارات وقدرات الشباب العربي، من علوم ودراسات متنوعة‎.‎ وقد وصلت المجموعة القصصية "كأنه هو"، للكاتب البحريني "هشام النهَّام"، الصادرة ‏عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة ‏بالكويت عام 2023‏

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ