![](https://scribe20199.wordpress.com/wp-content/uploads/2020/06/fb_img_1592569803298831570165517339761.jpg)
كتبت هيام فهيم:
شاركتنا اليوم الكاتبة اليمنية/ منى ناصر بارويس، رأي ومراجعة واحد من أعلام الثقافة في المجتمع اليمني، لروايتها “سلطان حمير” الصادرة عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع – في نسختيها العربية والإنجليزية.
“سلطان حمير .. قائد وكتاب”، مراجعة نقدية كتبها البرفيسور/ قاسم المحبشي – أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة:
أثران يتركهما الإنسان في هذه الدنيا؛ أثر مكتوب للناس في الحياة وأثر مكتوب للملائكة في الموت بحسب الاعتقاد الديني السائد. الليلة استلمت كتاب الباحثة منى ناصر بارويس. أهداني أياه الصديق العزيز العميد/ أحمد ناصر بارويس الذي تخرج توا من كلية القيادة والأركان المصرية.
كتاب صغير الجرم ولكنه كبير المضمون وعظيم الأهمية. سردت فيه ابنة الراحل اللواء #ناصربارويس رئيس هيئة العمليات في وزارة الدفاع سيرة حياة والدها المولود في أرض حمير شبوة في مطلع خمسينات القرن الماضي وهو ابن الشيخ الحكيم #عبداللهبنناصربارويس الذي يشهد الجميع برجاحة عقله ودوره الاجتماعي في بناء وتأسيس أول مدرسة ومستشفى في بلاد سلطنة الواحدة أيام الاستعمار البريطاني مديرية ميفعة مدينة عزان حاليًا.
الكتاب في ٧٣ صفحة من القطع المتوسط في خمسة اجزاء فضلًا عن المقدمة والخاتمة بغلاف سلطاني أنيق، أعدته الآنسة أستاذة اللغة العربية المتميزة منى ناصر بارويس بأسلوب روائي عالي الجودة والتقنية السردية، قرأته في جلسة واحدة. شدني أسلوب الكاتبة في رواية سيرة والدها المرحوم الذي خلف وربى كوكبة من الأولاد والبنات الأخيار يحفظهم الرحمن.
الكتاب طبع في دار نشر اسكريب للنشر والتوزيع في القاهرة. باللغتين العربية والإنجليزية ٢٠١٩.
يروي تجربة حياة قائد عسكري استثنائي قل نظيره في الإدارة والثقافة والشعور بالمسئولية الوطنية. وهو صاحب العبارة الخالدة (بالعلم والمعرفة تبنى الأوطان) بدلًا من الروح والدم لمن يفهم الكلام.
تلك السيرة العطرة للقائد الذي لا أعرفه إلا من أولاده، والكتاب ذكرتني بأيام الخدمة الوطنية الإجبارية، إذ كنا في الصف الأول ثانوي وفي اليوم الأخير من الامتحانات السنوية. دخلنا قاعات الامتحان ونحن تطير من الفرح للحرية في العطلة الصيفية. كانت الامتحانات حينها أفضل بألف مرة من امتحانات الجامعة هذه الأيام. وفي بضع ساعات وجدنا أنفسنا في معسكر العند. تم توزيعنا إلى سرايا ومنحنا البدل العسكرية والأمتعة المطلوبة. في معسكر رأس عباس للدبابات تم إعادة توزيعنا على أساس البنية الجسدية وليس الذكاء العقلي إلى سرايا!
ستة سرايا كل سرية تتكون من ٤١ جنديا. تم توزيع ضخام البنية وأنا منهم في سرية القيادة ، أقصد المتدربين على قيادة الدبابات. يضم طاقم الدبابة أربعة أفراد (آمر وسائق ومدفعي ورمي) ومهمة الآمر قيادة الدبابة وإعطاء الأوامر للسائق ومعبي الذخيرة والمدفعي ويتعين عليه أن يتدرب ليجيد كل المهام الأربع .
جلبوا لنا أربع دبابات جديدة آخر صرخة في عالم الدبابات العسكرية تي-٦٢ وصرخة الموسم العربات القتالية الشيلكا مضاد طيران عربية قتال سوفيتية استمد تصميمها من دبابة القتال السوفيتية. الدبابة ممتعة ومثيرة ذات خفة ومرونة قتالية عالية على إصابة الأهداف بالنسبة لي كانت تجربة قيادة الدبابة ممتعة ومثيرة.
كان المرحوم اللواء ناصر بارويس حينها ملازمًا أول إذ يعد أول قائد عسكري لعربات شلكا في الجمهوري الجنوبية. وأنا أقرأ الكتاب دمعت عيني على الوطن الذي ضاع بسبب الجهل والهرجلة الفارغة. كان القائد بارويس يبحث عن وطن آمن ومستقر للجميع ولديه نظرة استراتيجية ثاقبة ولكن لم يفهمه أحد. مباركة استاذة منى ناصر بارويس على إنجاز هذا العمل الخالد عن حياة الوالد الذي يستحق الوفاء من المؤسسة الوطنية كلها.
![](https://scribe20199.wordpress.com/wp-content/uploads/2020/06/fb_img_15925698060186081905939450381629.jpg?w=719)
وشكرا للصديق العزيز العميد أحمد بارويس لهذه الهدية التي انتظرتها طويلا. وألف رحمة ونور تغشى الفقيد الوطني الكبير في مثواه الذي ترك أثرا لا يمحى في قلوب كل من عرفه.
كان يجمع ولا يفرق يبني ولا يهدم يحلم بوطن نموت من أجل سيادته وعزته وازدهار، لا وثن نموت على يديه كما تمخض اليمن الآن.
مات دون أن يرى الحلم ولكنه ترك منى التي كان يحبها ويميزها عن إخوتها لذكائها وحنانها. فطوبى لها من فتاة جعلت من والدها سلطان حمير التليدة. وهي بذلك أثبتت بأنها ابنة نجيبة وفريدة في عائلة كريمة راسخة الجذور والتاريخ الجدير بالقيمة والاعتبار.
![](https://scribe20199.wordpress.com/wp-content/uploads/2020/06/d9a2d9a0d9a2d9a0d9a0d9a6d9a1d9a915925726030408425657046628713104..jpg?w=1024)
![](https://scribe20199.wordpress.com/wp-content/uploads/2020/06/img-20200509-wa00022254010353449256995.jpg?w=1024)